هكذا تؤثر حرارة الصيف على عقولنا؟

هكذا تؤثر حرارة الصيف على عقولنا؟

مع ارتفاع درجات الحرارة نشعر بالتعب وانخفاض عام في الأداء الذهني والبدني خاصة في أوقات العمل. دراسة علمية أكدت وجود علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وبين قدرة الفرد على العمل والانتاج، فكيف يرى الباحثون ذلك؟

أفادت دراسة علمية حديثة بأن الموجات الحارة لها تأثير كبير على عمل الفرد وإنتاجه، إذ أنها تجعل تفكيره أبطأ مما يؤدي إلى فقدان التركيز وتشتت الانتباه. وتشير الدراسة إلى أن الحرارة المرتفعة لا تؤثر على البالغين فقط، وإنما تؤثر على الأطفال أيضاً حتى وإن كانوا يتمتعون بصحة جيدة.

ووجد الباحثون في جامعة هارفارد الأمريكية، أن الطلاب الذين يقيمون في مساكن غير مزودة بأجهزة لتكييف الهواء أثناء موجة صيفية حارة، حققوا نتائج أقل في اختبارات أجريت على مهارات الإدراك لمدة أسبوع تقريباً، مقارنة بطلاب مقيمين في مبانٍ مكيفة.

وأوضح جوزيه جييرمو سيدينو لورون، المدير المساعد لبرنامج “هيلثي بيلدينغز”: “تمكنا لأول مرة من رصد تأثير ضار للموجات الحارة على الأصحاء في مرحلة الشباب”. مضيفاً: “وجدنا رد فعل أطول وتراجعاً في الإتقان في تلك المجموعة (التي لا تستخدم أجهزة تكييف) مقارنة بمجموعة مماثلة من الطلاب تستخدمه”.

وتابع الباحثون في كلية تي.إتش تشان، للصحة العامة في بوسطن والتابعة لهارفارد، حالة المجموعتين اللتين ضمتا 44 طالباً وخريجاً في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات على مدى 12 يوما على التوالي في يوليو/ تموز عام 2016. وفي الدراسة التي نشرت في دورية “بلوس ميديسين”، خضع الطلاب في كل صباح لاختبارين لمهارات الإدراك على هواتفهم الذكية. ويقيس الاختبار الأول، الذي يتطلب التعرف على لون كلمات معروضة، سرعة رد الفعل لدى الطلاب وقدرتهم على التركيز وتجاهل أسباب التشتيت، بينما يقيس الاختبار الثاني، الذي تضمن مسائل حسابية أساسية، سرعة المهارات العقلية والذاكرة.

ووجد الباحثون أن رد فعل الطلاب المحرومين من أجهزة التكييف كان أبطأ بنسبة 13.4 في المئة في الاختبار الأول وأحرزوا نتائج أقل بنسبة 13.3 في المئة في الاختبار الثاني مقارنة بالطلاب المقيمين في مساكن مكيفة. ويرى الباحثون أن السبب في تأثير الحرارة على أداء الأشخاص، قد يكون قيام الجسم بسحب الدم من مناطق معينة في المخ وهو يحاول خفض درجة حرارته.

وأشار الباحثون إلى أن أكثر الأبحاث السابقة المتعلقة بالطقس شديد الحرارة ركزت على المعرضين لخطر الموت وهم الأطفال الصغار أو كبار السن. وفي هذا السياق، أوضح جو ألين، من إدارة مركز المناخ والصحة والبيئة العالمية أن الجانب الأكبر من التغطية الإعلامية تركز على الوفيات بينما “حقيقة الأمر أن الملايين يتأثرون بالموجات الحارة”. وأضاف ألين الذي شارك في الدراسة: “مع تغير المناخ وزيادة فترات الموجات الحارة، سنرى تأثيرا أكبر على الأداء والتعلم”.

س.م/ع.ش (رويترز)

اترك رد