ما السر وراء الإدمان على التدخين؟

ما السر وراء الإدمان على التدخين؟

كشفت دراسة حديثة مؤخراً أن أكثر من ثلثي من يدخنون سيجارة واحدة على سبيل التجربة، يصبحون مدخنين دائمين، في أرقام قد تساعد على الحد من انتشار هذه العادة، ولقد اعتمدت الدراسة التي نشرت نتائجها في صحيفة “أبحاث النيكوتين والتبغ”، على بيانات تم جمعها من 8 مسوح أجريت منذ عام 2000، في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا، وحسب الدراسة التي شملت 216 ألف ممن أجري عليهم البحث، فإن 68.9 بالمئة ممن جربوا سيجارة واحدة، أصبحوا من المدخنين.

وتشير الدراسة إلى أن النسبة المتبقية، 31.1 بالمئة، نفروا من السجائر لدى تجربتها، ولم يكرروا التدخين، وقال بيتر هاجيك الباحث الشريك في الدراسة، وهو من جامعة الملكة ماري في لندن: “هذا يظهر أن منع أو تقليل فرص وأسباب تجربة النشء للسجائر فكرة جيدة” للحد من انتشار التدخين.

ولقد توصل العلماء إلى السبب الذي يجعل الإنسان يدمن مادة النيكوتين التي تتوفر عبر التدخين، مما قد يساعد المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة المضرة بالصحة، وقال الموقع الرسمي لـ”وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة” أن العلماء توصلوا إلى أن الخلايا الدماغية هي المسؤولة عن إدمان النيكوتين، كما وجدت دراسة نقلتها “PNAS” أن هناك منطقتين مترابطتين في الدماغ يعرفان بدورهما في إدمان النيكوتين، مؤكدة أن إجراء تغييرات على مجموعة معينة من الخلايا العصبية يمكن أن يقلل من إدمان المدخن.

ووجد فريق جامعة روكفيلر بولاية نيويورك والمعهد الوطني للعلوم البيولوجية في الصين، أن التعرض لكميات كبيرة من النيكوتين يسبب تغييرات في مجموعة من الخلايا العصبية في دماغ الإنسان، الأمر الذي يؤدي إلى مستويات أعلى من الإدمان.

ولقد أجريت الدراسة على فئران قُدمت لها مياه النيكوتين في غرفة لمدة 6 أسابيع. وبعدها قدم لها اختياران: البقاء في تلك الغرفة أو مغادرتها، وكانت النتائج مفاجأة بالنسبة للفئران التي تأثرت بالنيكوتين فضلت البقاء في الغرفة، أما بالنسبة للحيوانات التي أزيلت لها الخلايا العصبية المعروفة بـ”Amigo1″، فلم ترغب في البقاء داخل الغرفة، مما يعني أنها باتت مستعدة للإقلاع عن هذه المادة، وخلصت الدراسة إلى أن إزالة الخلايا العصبية عبر تدخل طبي كفيل بمساعدة المدمنين على الإقلاع عن التدخين نهائياً.

على صعيد آخر أكدت دراسة علمية جديدة أن الإقلاع عن التدخين صار ممكناً باستخدام مادة “سيلوسبين” التي يمكن استخلاصها من أحد أنواع الفطر المعروف بالفطر السحري، وأكد فريق من الباحثين بجامعة جون هوبكنز الأمريكية أن تجربة أجروها على مجموعة من المدخنين وكانوا عشرة رجال وخمس نساء، أظهرت استعداد نحو ثمانين بالمائة منهم للإقلاع عن التدخين بعد استخدام سيلوسبين، وهو العامل المسبب للهلوسة في الفطر السحري، فعلى مدى ستة أشهر تم إعطاء المشاركين الذين اعتادوا التدخين بشراهة جرعة من سيلوسبين بدءاً من يوم اتخاذهم قراراً بالإقلاع عن التدخين.

وتزايدت هذه الجرعة مع مرور الوقت، ومع نهاية الوقت المحدد للتجربة وجد الباحثون أن 12 شخصاً من بين الـ15 المشاركين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي، إلا أن الباحثين أكدوا أن تجربتهم لا تهدف للتشجيع على تدخين “الفطر السحري” وإنما تهدف فقط لإظهار كيفية الاستفادة من سيلوسبين في بيئة تحت السيطرة.

اترك رد