كيف يمكن أن تحوِّل هويتك إلى مسار مهني مربح؟
ذات يوم قال ستيف جوبز مبتكر «آبل» عن صنع شيءٍ جيد: «الطريق الوحيد لإنجاز عملٍ جيد؛ هي أن تفعل ما تحبّ»، ولعل خير مثال على ذلك هو جوبز نفسه، الذي رفض التعليم الأكاديمي وبدأ بتصميم وصناعة أول حاسوب في مرآب صغير بولاية «كاليفورنيا».
ومثلما انتبه رائد حاسوب لهاتف آبل لتلك النقطة؛ كذلك فعل العديد من خبراء التوظيف والمسيرة المهنية؛ وحاولوا جاهدين الإشارة مثلًا إلى استثمار كل ما يفعله الإنسان بدافع الشغف أو الهواية، وجعله مهنة أساسية أو فرعية لكسب الربح، ورغم تباين شغف البشر وهواياتهم من شخصٍ إلى آخر هناك دائمًا طرق ونصائح يستطيع من خلالها الإنسان أن يحوِّل هوايته إلى مسار مهني مربح.
1- الطهي.. التواصل الاجتماعي هو أداتك الأولى
مع الانتشار الواسع والرواج الكبير الذي تشهده وسائل التواصل الاجتماعي؛ كثيرًا ما نرى اليوم صفحات متخصصة لصناعة الأطعمة سريعة التحضير، وصفحات أخرى لوصفات الأطعمة وتذوقها من كل أنحاء العالم.
يمكنك أن تختار من بين عدة خيارات مثل بيع الطعام المُعد منزليًا والترويج له من خلال صفحتك الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، ويمكنك أيضًا صناعة تلك الأطعمة وتوصيلها إلى المناطق القريبة من سكنك، أو حتى خلال نطاق محدد عن طريق تطبيقات متخصصة يمكنك إنشاءها والترويج لها.
كما يمكنك أن تتجه إلى تصوير مقاطع للوصفات السريعة على غرار صفحات «تيستي – Tasty» أو «5 مينيت كرافتس – 5-minute crafts» والربح من عرضها على مواقع لمشاركة أرباح إعلانات جوجل مثل يوتيوب، ودايلي موشن، ويمكنك أن تعرف المزيد عن مزية التربح من تلك الخاصية من صفحة «جوجل أدسنس» الرسمية.
2- التصوير الفوتوغرافي.. كل الفئات متاحة
التصوير الفوتوغرافي هو إحدى أكثر الهوايات التي تثير شغف الكثير من الأشخاص منذ فترات طويلة، اليوم بعد أن دلفنا إلى عصر التصوير الرقمي صار احتراف التصوير أمرًا مُستطاعًا، ليس بتلك الصعوبة كما كان الأمر مع التصوير التناظري analog التقليدي المعتمد على الأفلام.
يمكنك الربح من احتراف التصوير من خلال خيارات متعددة، أهمها أن تختار تخصُّصًا يساعدك على تركيز اهتمامك في فئةٍ بعينها، ومن أكثر تلك الفئات رواجًا هي تصوير حفلات الزفاف، والتي تنافس فيها العديد من المصورين من جميع أنحاء العالم للخروج بأكثر جلسات التصوير ابتكارًا وطرافة، ويمكنك البدء بإنشاء صفحتك الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي وعمل بعض جلسات تصوير تجريبية مجانية في البداية على سبيل الدعاية.
كما يمكنك أن تطلق لعدستك العنان دون فئة محددة بعينها، وتلك هي أوسع الفئات انتشارًا حيث يمكنك التقاط صور مميزة، أو خلال حدث بعينه لإبراز اللقطات الفنية والمميزة التي لم تلاحظها أعين مصورين آخرين، وإنشاء ملف محترف portfolio على منصات بيع الصور الحرة والتي يمكنك من خلالها عرض صورك للبيع والتي من أهمها «Shutterstock» و«Gettyimages» و«fotolia».
3- الكتابة وصناعة المحتوى.. دع قلمك يحدد مسارك
الكتابة هواية تنصبّ في المقام الأول على الابتكار وإنتاج المحتوى المقروء، والكثير من الأشخاص يعتقدون أن احتراف الكتابة قد يكون لذوي المواهب في الكتابة الأدبية والقصصية، وربما العمل الصحفي، ولكن مرة أخرى نشير لعصرنا الحالي بأنه واحد من أكثر الأوقات انفتاحًا وتطورًا عبر التاريخ، ونتج عن هذا ظهور العديد من المتطلبات في أسواق العمل التي تتعلق بالدرجة الأولى بصناعة المحتوى بشكل عام، والمقروء بشكل خاص.
الوسائل المتطورة في مجالات التسويق والدعاية والإعلان مثلًا واحدة من أكثر المجالات تطلبًا للمحتوى المقروء الذي يمكنك أن تتعلم الكثير عنه من خلال القراءات المتعمقة والتصفح الغزير على شبكة الإنترنت، بعدها يمكنك أن تحترف الكتابة التسويقية، أو المعرفية، أو الصحفية من خلال عرض خدماتك الكتابية على منصات العمل الحر العربية والأجنبية، والتي يعد من أهمها منصات «مستقل» و«خمسات» و«فريلانسر»
4- التاريخ والسفر.. أَدخِل الآخرين إلى عالمك!
ربما يعتقد البعض أن شغف الناس بالتاريخ والجغرافيا ليس بهذا القدر من الانتشار، ولكن في الحقيقة أن هناك تقريبًا ما يزيد عن 2300 مدونة خاصة بالسفر والسياحة بخلاف الآلاف من مواقع الإرشاد السياحي التي توفر حجوزات وسائل السفر وترشيحات الإقامات، ومراجعات الأماكن والوجهات السياحية.
الشغف بالسفر والترحال وتاريخ وآثار الأماكن يوفر لك فرصًا جيدة لبدء مسار مهني يعتمد بالأساس على المعرفة وحب المغامرة، ولكي يكون لديك النية للاستفادة من تلك الهواية يجب عليك أن تهتم في المقام الأول بدراسة تاريخ الأماكن، وأن تكون على اطلاع كبير بأفضل الوجهات للسفر والترحال؛ يمكنك البدء أيضًا بتدوين وتوثيق رحلتك الخاصة وتنقلاتك تدريجيًا بشكل مُصور «فيديو» والترويج لخبراتك مرشدًا، أو دليلًا سياحيًا، وعرضها على صفحتك الشخصية بمنصات التواصل الاجتماعي، لذا يجب أن تتأكد من جودة العنصر البصري والمعلوماتي في مقاطع الفيديو خاصتك لجذب أكبر عدد من المهتمين بالترحال والسفر.
كما يمكنك التركيز على أنواع معينة من الرحلات مثل رحلات التخييم البري والسفاري، أو زيارات المواقع الأثرية التي تحمل قيمة تاريخية مشهورة ومعروفة للكثير من الأشخاص في العالم، كما يمكنك بعدها الانتقال إلى مراحل أوسع من الرحلات والسفر مثل الترحال الدولي، والأنشطة الرياضية العالمية.
5- إعداد الفيديو وتحريره.. أهلًا بك في المستقبل
منذ 30 عامًا فقط تقريبًا كانت صناعة مقاطع الفيديو وتحريرها وتعديلها عملًا معقدًا يقتصر على دارسي الإعلام المرئي ومخرجي السينما والتلفاز؛ لكن اليوم بعد كورس دراسي لا تتجاوز مدته ستة أشهر يمكنك إعداد مقاطع فيديو محترفة وتحريرها. شكرًا للحاسوب أولًا؛ ثم لبرامج التحرير البصري التي أتاحت لكل هاوٍ شغوف بإنتاج المحتوى البصري اليوم أن يتحول إلى محترف.
اليوم صار الكثير من مقدمي المواد الإعلامية سواء كانت ترفيهية، أو تسويقية أو غير ذلك يفضلون المادة الإعلامية المرئية على المواد الأخرى؛ اليوم تُظهر الأرقام تفوق المحتوى المرئي بشكل كبير كما ورد في تلك الإحصائية التي نشرها موقع «هاب سبوت» والتي ذكرت أن في العام 2017 سوف يحتل محتوى الفيديو 74% تقريبًا من مرور الإنترنت، مما يخبرك عن مدى أهمية تحرير الفيديو وإعداده في المستقبل.
يمكنك أن تدرس تحرير الفيديو وإعداده بواسطة برمجيات متخصصة عديدة يعد أشهرها «Adobe premiere» و«Final cut» وغيرهم من البرمجيات التي تتباين من حيث مستوى الصعوبة بين ما هو مخصص للمبتدئين وما هو مخصص للمحترفين.
6- هوس التكنولوجيا.. هوسٌ مربح!
إذا كنت واحدًا من هواة التكنولوجيا وأدواتها فلابد وأنَّك تعرف الكثير مما لا يعرفه الآخرون، سواء كان عن المنتجات المتعلقة بالحاسوب وأدواته ومكوناته الصلبة، أو ربما تعرف الكثير عن خصائص عمل البرمجيات المختلفة، والهواتف الذكية.
كل تلك الخيارات المعرفية التي تتبع آخر تحديثاتها وتبحث عنها وتنتظر كل ما هو جديد حولها تتيح لك مسارًا مهنيًا متميزًا وفريدًا، حيث على نقيض ما ذكرناه من معرفة هناك الكثير من الناس لا يعرفون تلك الخصائص والمعلومات عن الأجهزة والأدوات التي يستخدمونها؛ وهذا ما يوفر لك نقطة تفوق تستطيع من خلالها تقديم خدماتك المبسطة، أو المُركبة عبر العديد من منصات العمل الحر.
كما يمكنك إنشاء قناتك الخاصة أو صفحتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وتخصصها لمراجعات التكنولوجيا وأدواتها، وهذا يُمكنك من جني الربح من خلال عدد المشاهدات والقراءات العالية للمراجعات مثل قناة يوتيوب MKBHD الشهيرة الخاصة بمراجعات الهواتف الذكية، التي أنشأها الأمريكي «ماركوس براونلي» والتي يشترك بها ما يزيد عن 5 ملايين مشترك، وتتراوح أرباحها التقريبية من 5 آلاف إلى 90 ألف دولار شهريًا وتصل إلى مليون دولار أرباح سنوية تقريبية طبقًا لموقع الأرباح التقريبية socialblade.